من نحن
كلمه الامين العام لمهرجان الفن التشكيلي العربي
الفنان ثامر الناصري
أتت فكرة تأسيس مهرجان عربي كبير بمستوى "مهرجان الفن التشكيلي العربي" تاج المهرجانات العربية، في ظل ظروف صعبة كالتي يمر بها شعبنا العربي ،لأجل رفد كافة الإيداعات التشكيلية وجعلها رسائل حب نؤسس من خلالها جمالاً لروح الإبداع ،وترسيخ قضية التلاحم الثقافي والفكري واجتماع الثقافات العربية وتداولها بين المبدعين.
يعد هذا المهرجان الأول من نوعه في الوطن العربي،حيث تأسست ملتقيات كبيرة وبينالي متعدد في الوطن العربي،ولكن فكرة المهرجان لم تتحقق في عالمنا العربي.
أسستُ هذا المهرجان كي نعطي فرصة لكل الفنانين لعرض منجزاتهم التشكيلية ،حيث كانت المعارض المشتركة تقتصر فقط على بعض الفنانين المحترفين وابتعاد االأعمال الشبابيةعن الساحة التشكيلية إلا ما ندر من المتميزين والذين شقوا طريقهم خارج أوطانهم لكي يحققوا لنفسهم مجداً جمالياً وابداعياً.
لذلك أسستُ المهرجان كي يكون متنفس للفنان التشكيلي العربي ،لعرض أعماله في هذا المحفل الكبير.
*لم نتلقى من أي حكومة أو أي وزارة ثقافية بكل الوطن العربي لأجل دعم المهرجان،كان الرعاة الذين يتواجدون في مجلة المهرجان فقط لأنهم دعموا المهرجان معنوياً والبعض الاخر ساهم بتخفيضات أو تسهيل لمهمتنا لإنجاح المهرجان لذلك يعتبر المهرجان بحد ذاته تحدي كبير ،ونجاحه هو إنجاز كبير للحركة التشكيلية العربية.
*مستعدون للتعاون مع كافة الروابط والجمعيات التشكيلية بكل الوطن العربي لأجل انجاح هذا المهرجان الكبير وبكل تأكيد نحترم منظومة عملهم خصوصياتهم، سيكون المهرجان كل دورة ببلد عربي إن شاء الله.
جسد مهرجان الفن التشكيلي العربي الأول الذي أقيم في مدينة عمان التي عملت على تهيئة الأجواء المناسبة من أجل نجاحه روح الأخوة العربية وحمل هذا المهرجان أكثر من معنى، وأكثر من مدلول: إنها الصورة الجديدة لوحدة الحركة التشكيلية العربية التي يربطها روابط عديدة، وعميقة تشد الفنانين العرب إلى بعضهم، الذين ينهلون من ثقافة ذاتية واحدة، ويعيشون تحديات واحدة، ومصير واحد، حيث جاءت اختياراتهم الفنية المرتبطة بواقعهم متحققة، ولهذا مثل المهرجان وحدة الفن العربي، لذلك كلما التقى الفنانون العرب في معرض جماعي أو في معارض فردية أو في ملتقيات تشكيلية أو بيناليات، كانت تبرز في هذه اللقاءات حقيقة هي أن ثمة ما هو مشترك بينهم يفرض نفسه، وأن هذا الشيء المشترك هو حقيقة فنية لها خلفيتها الفكرية والمادية.
من هنا ولدت فكرة الفن العربي وترسخت خلال سنوات البحث الطويل عن الشخصية الفنية العربية التي تواجه عالما خارجيا معقدا بما توصل إليه من تطورات وتعقيدات، هذا العالم الذي أصبح قادرا على رفض أي فنان عربي، وعلى الوقوف بوجه أي تجربة أصيلة، للاحتكارات التي سيطرت عليه، ولتحول الفن إلى تجارة وسلعة في البلدان الرأسمالية، وهكذا لا يستطيع الفنان العربي أن يحقق وجوده على المستوى العالمي ما لم يخضع لهذه الاحتكارات ويقبل بشروط المستثمرين..
ويضاف إلى ذلك كله تبلور شعور عام لدى التجارب التشكيلية العربية، بأن ما يقدمه من تجارب، يتجاوز التجارب التي تسلط عليها الأضواء اليوم في دنيا الفن العالمي، وفي المعارض العالمية الكبرى. ولمواجهة العالم الخارجي كان لا بد من رفع شعار وحدة الفنانين التشكيليين العرب، سيما أنهم يواجهون التحديات نفسها، ويرتبطون مع بعضهم البعض في التزام واحد تجاه قضية واحدة، لذلك أصبح شعار وحدة الفنانين العرب ضرورة أساسية، تستتبع وحدة الفن العربي، وأن ما حققه الفنان على مستوى إبداعي فني، لا بد له أن يبرز على مستوى تنظيمي، وهكذا بدأنا نرى في سبعينات القرن الماضي اللقاءات العربية على مستوى الفن التشكيلي العربي، تأخذ أبعادها، وكان ( الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب )، و ( البينالي العربي ) وغير ذلك من اللقاءات بداية لتحقيق التنظيم العربي الذي يجمع الفنانين العرب في هيئة واحدة.
ولهذا... كانت أعوام السبعينات حتى بداية الثمانينات مرحلة انطلاق، وتعارف ولقاء، إذ شعر كل فنان عربي بأنه لا يعرف ما يقدمه أخيه العربي من أعمال، واكتشف كثيرون من الفنانين حين التقوا أن تجاربهم موحدة، رغم عدم التقائهم، وان كل فنان عربي في أحد الأقطار له ما يماثله في قطر آخر، ولكل تجربة ما يحاكيها في قطر آخر.
لكن هل حققت هذه اللقاءات، وهذه المعارض التي نظمت ما يطمح إليه الفنان العربي من توطيد عرى التعاون، ومن تمتين التعارف، وهكذا كان الشعور العام لدى الفنانين العرب في كل قطر ما بأن ما تم لم يكن هو المطلوب تماما، وأن طموح الفنانين العرب في اللقاءات كانت أكبر من كل ما تحقق. في ثمانينات القرن الماضي شعرنا أن ما تحقق في السبعينات من لقاءات عربية على مستوى الفن التشكيلي، وما حققه تنظيم الفنانين العرب من أهداف تقرب بينهم لم يكن على المستوى المطلوب، سيما أن الاتحاد توقف نتيجة الخلافات العربية وانعكست هذه الخلافات على المؤسسات التشكيلية مما أدى إلى تراجعها ووقف برامجها حتى الآن بسبب قلة الدعم المالي المقدم لها من المؤسسات الأهلية والرسمية. ونظرا لغياب وزارات الثقافة العربية من سبعينات القرن الماضي حتى الآن في رعاية المؤسسات التشكيلية وتقديم الفن التشكيلي وتسويقه كان لا بد من أن يتحرك الفنان العربي بشكل فردي وهذا الشعور قد تأكد من خلال عدة تجارب فردية جمع الفنانون بعضهم في معرض، وانتقلوا إلى قطر آخر، أو دعا تجمع فني عربي للقاء تجمع آخر. أو دعي فنانون عرب، مجموعة من الأقطار العربية للقاءات فنية..
وكان في عام عام 2013 مهرجان الفن التشكيلي العربي الذي نأمل ان يتكرر في الأعوام القادمة؛ ويبدو أن الآمال المعقودة على السنوات القادمة خاصة بعد تأسيس اتحاد التشكيليين العرب، حافلة بالوعود، لأن ما ينقص الفن التشكيلي العربي المعاصر الموحد بالضرورة هو وجود الاتحاد وهكذا مهرجان يحمل اسم الفن التشكيلي العربي، الذي سد ثغرة وفتح الباب أمام الفنانين على مستوى الوطن العربي. وبمناسبة هذا المهرجان نتوجه بالشكر والتقدير والثناء لكل من أسهم في إنجاحه، وفي الإعداد والتحضير والمتابعة، وأخص بالذكر اللجنة العليا للمهرجان وعلى رأسها مدير المهرجان الزميل الفنان ثامر الناصري وعضو اللجنة العليا للمهرجان الزميل الفنان محمد العامري، ومؤسسة نداء الجميع للبرمجيات ممثلة برئيسة مجلس إدارتها الزميلة سماح بكري ورابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين الذين واكبوا فكرة المهرجان منذ بدايته .